في ظل التحديات والأزمات التي تواجهها المنطقة العربية، تشهد العلاقات بين مصر وتركيا تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، بعد فترة من الخلاف والتوتر فما هي الدوافع والأهداف والنتائج المتوقعة من هذا التقارب؟ وما هي الهدايا التي تقدمها تركيا لمصر لإظهار حسن نواياها؟ وكيف ينظر الرئيسان المصري والتركي إلى القضايا الإقليمية المشتركة؟
هذا المقال يستعرض آراء خبير شؤون الأمن القومي المصري محمد مخلوف، الذي يحلل العوامل والمؤشرات التي تدل على تحسن العلاقات بين القاهرة وأنقرة، ويستشهد بتصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ويناقش الآفاق والفرص والتحديات التي تواجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
وفي سياق متصل، يرى مخلوف أن الزيارة المرتقبة للرئيس التركي إلى مصر ستشهد توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات مثل الطاقة والنقل والسياحة والتعليم والثقافة والرياضة، وذلك لتعزيز الروابط الاجتماعية والشعبية بين الشعبين الشقيقين، ولتحقيق المنفعة المشتركة للبلدين.
ويتوقع أن يتم بحث القضايا الإقليمية الساخنة التي تهم البلدين، مثل الوضع في ليبيا وسوريا والعراق واليمن والسودان والصومال والقرن الأفريقي، والتنسيق والتشاور بشأن مواجهة التهديدات والتحديات التي تواجه الأمن والاستقرار في المنطقة، والتصدي للتدخلات الخارجية والإرهاب والتطرف والتهريب والهجرة غير الشرعية.
ويشير مخلوف إلى أن القضية الفلسطينية ستكون في صدارة المباحثات بين الرئيسين، وأن مصر وتركيا ستعملان على دعم الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني، وتعزيز المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية.
ويختتم مخلوف مقاله بالقول إن العلاقات المصرية التركية تشهد مرحلة جديدة من التعاون والتفاهم والتقارب، وأن هذا التحالف الجديد في المنطقة سيكون له دور إيجابي في تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية والسلام في المنطقة، وأن مصر وتركيا ستكونان قوتين إقليميتين تسهمان في حل الأزمات والنزاعات والمشاكل التي تعاني منها المنطقة، وتحميان المصالح الوطنية والعربية والإسلامية.
