"مصر تواجه إغراءات وضغوط لاستقبال نازحي غزة"
إغراءات وضغوطات تمارس على مصر لاستقبال نازحي غزة... وسببان يمنعانها
![مصر تواجه إغراءات وضغوط لاستقبال نازحي غزة 1 "مصر تواجه إغراءات وضغوط لاستقبال نازحي غزة"](wp-content/uploads/2023/10/صور-علم-مصر-رمزيات-وخلفيات-العلم-المصري-10-450x338-1.jpg)
منذ عدة أيام، تعرضت مصر لضغوط دولية مكثفة وإغراءات للسماح بفتح معبر رفح والسماح للأجانب وبعض النازحين الفلسطينيين من شمال قطاع غزة بعبور الحدود هربًا من القصف الإسرائيلي العنيف والهجوم البري المتوقع خلال الأيام القادمة.
تمت جهود دبلوماسية مكثفة مؤخرًا، حيث زار وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، القاهرة يوم الأحد الماضي. وكانت هناك زيارات من وفود إسرائيلية وقطرية إلى القاهرة في الأيام الأخيرة لمحاولة إقناع السلطات المصرية بالسماح بدخول مئات الآلاف من الفلسطينيين الفارين من الحرب.
إغراءٌ مُشدد من الاتحاد الأوروبي
أشار مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إلى أن إذا سمحت مصر بدخول بعض الفلسطينيين، ستكون جزءًا من زيادة المساعدات الإنسانية التي أعلن عنها الاتحاد للفلسطينيين ثلاث مرات في الجمعة الماضية، ستوجه إلى مصر وهم يلمحون إلى إمكانية تقديم مساعدات إضافية، كما أوردت صحيفة “وول ستريت جورنال“.
بالإضافة إلى ذلك، بذل أعضاء من مجلس النواب الأميركي جهودًا مشتركة من الأحزاب الجمهورية والديمقراطية للحث على مصر باتخاذ إجراءات إضافية لحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، ولإقامة مناطق آمنة على الحدود، وفقًا لما أورده موقع “أكسيوس”.
يأتي هذا الضغط في سياق معاناة الاقتصاد المصري من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتراجع قيمة العملة المحلية.
مصر ترفض بشدة وبشكل قاطع
إلا أن القاهرة لا تزال تلتزم بموقفها الثابت من هذا القضية، رافضة بشدة “تهجير الفلسطينيين” من قطاع غزة وقد أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن تدفق سكان غزة الفارين إلى بلاده ليس أمرًا مقبولًا.
وعلى الرغم من ذلك، تمسكت السلطات المصرية بأن تكون المساعدات أولويتها قبل السماح بمغادرة “المواطنين الأجانب” من قطاع غزة الذين علقوا هناك بسبب اندلاع الصراع في السابع من أكتوبر.
وفي الوقت الحالي، تستعد مصر للسماح لبعض المواطنين الأجانب، بمن فيهم “الأميركيين”، بالدخول. ومع ذلك، تواجه مقاومة شديدة ضد فكرة استضافة ما يمكن أن يصبح مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، وذلك وفقًا لمسؤولين موثوقين بالملف.
يعود السبب في هذا الموقف إلى رفض مصر إفراغ قطاع غزة من أهله وعدم تنفيذ مخطط إسرائيلي لتهجير الفلسطينيين قسرًا، بالإضافة إلى وجود مخاوف أمنية.
شاهد ايضا : مقاطعة المنتجات الإسرائيلية الشركات والبضائع التي تدعم إسرائيل واليهود بالصور
تصاعد التوترات على حدود غزة ومصر
الأمر الرئيسي بالنسبة لمصر، بحسب تقدير عدد من المراقبين، يتعلق بأمانها القومي. ومن الواضح أن فتح حدودها سيزيد من فرص دخول جماعات أكثر تطرفاً من حماس حتى سيناء.
أوضح عماد جاد، الذي كان عضوًا سابقًا في لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان المصري، خلال مشاركته في محادثة مع العربية/الحدث يوم الثلاثاء، أن مصر تمتنع عن قبول دخول نازحين فلسطينيين لسببين: الأول يتعلق بأمنها القومي، والثاني يتعلق بمعارضتها نقل سكان غزة وتوطينهم في سيناء.
من جهته، رأى مهند صبري، الباحث في قسم الدراسات الدفاعية بجامعة كينغز كوليدج بلندن: “إذا نجحت الفصائل الفلسطينية في بناء قدرات عسكرية في غزة، فمن السهل تصور ما يمكن أن تحققه إذا كانت لديها منطقة حدودية أكبر بكثير داخل سيناء”. وأضاف: “بإمكانهم إعادة البناء والعودة لمهاجمة إسرائيل، وبالتالي ستكون على القوات الإسرائيلية مواجهتهم في أراضي سيناء حال حدوث ذلك”، وفقًا لما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال”.
على الجانب الآخر، أشار شادي محسن، الباحث في المركز المصري للدراسات الاستراتيجية، وهو معهد أبحاث مستقل مقره القاهرة، إلى أن “إذا سمح لسكان غزة بدخول مصر، فهذا يعني أن القضية الفلسطينية لم تعد قضية، وسيعني أن مصر ساهمت في تحقيق ذلك”.
تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2008، توجه العديد من الفلسطينيين إلى سيناء بعد تصاعد الصراع على حدود رفح.
ومع ذلك، عادت معظم الناس إلى منازلهم في غزة بعد أسبوع واحد فقط.