عثمان بن أرطغرل، بن سليمان شاة مؤسس السلالة العثمانية ويُلقَّب بأبي الملوك، وُلد في سكود عام 1258م، وتربى في عشيرة قايي من أتراك الأوغوز كان شجاعًا وعادلًا ومهاراته العسكرية أتاحت له نقل السلطة بعد وفاة والده. حقق العديد من الفتوحات وأسس الدولة العثمانية عاش حياة بسيطة وتوفي بعد حصار مدينة بورصة وترك القيادة لابنه أورخان
تأسيس الدولة العثمانية
قام السلطان عثمان بتوجيه غزواته نحو الأراضي البيزنطية بدلاً من المسلمين في الأناضول نجح في توسيع حدود إمارته ووصل مع عشيرته إلى سواحل بحر مرمرة والبحر الأسود.
عندما استغل المغول فرصة القضاء على السلاجقة، استفاد عثمان من الظروف وقام بتوسيع إمارته في الأناضول حقق حلمه في إنشاء دولة قوية للأتراك، التي أصبحت مرموقة ومخيفة من الداخل والخارج وأطلق عليها اسم الدولة العثمانية تيمنًا بعثمان، وأعلن استقلاله التام عن السلاجقة حتى عام 1326م
اتجه عثمان بن أرطغرل نحو أمراء الأناضول الروم بهدف فرض الإسلام عليهم استجاب بعض الأمراء لدعوته مثل الأمير ميخائيل كوسة الذي أقترب فيما بعد من السلطان عثمان أما الذين لم يستجيبوا للدعوة فاختار بين فرض الجزية عليهم أو الحرب. وبهذا توسعت سلطته لتشمل العديد من الإمارات الرومية، بما في ذلك مدينتي أزميد وإزنيك، حيث زادت مساحة حكمه بأربعة أضعاف عن مساحة حكم والده بعد ذلك، سعى لتحقيق حلمه في سيطرته على مدينة بورصة.
حاصر السلطان الغازي عثمان بن أرطغرل مدينة بورصة لمدة عشر سنوات على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية. بنى قلعتين قرب المدينة لمنع وصول الإمدادات إليها واستولى على المدن المحيطة بها. بدأ حصارها في عام 1317م تم فتح بورصة على يد ابنه أورخان في عام 1326م وأعلن له الفرحة بفتحها قبل وفاته دُفن هناك وعمره يناهز 70 عامًا. جعل أورخان من بورصة عاصمة لدولته واستمرت كذلك لمدة 40 عامًا.
بعد وفاة أبيه، استلم أورخان الحكم في سن الحادية والأربعين لم يكتف بفتح مدينة بورصة فقط بل واصل فتوحاته للمدن البيزنطية وتمكن من توسيع نطاق حكمه بما فيها زادت مساحة حكمه في فترة حكمه ستة أضعاف عما كانت عليه في عهد والده. هذا أعطاه العظمة والشرعية أمام الإمارات الأناضولية التركمانية أيضًا تمكن من فتح مدينة إزنيق التي كانت ذات أهمية مثل بورصة مع تزايد قوته وانتشار أنباء انتصاراته، واجه الإمبراطور البيزنطي أندرونيقوس الثالث في معركة ييليكانون وهزمه زادت قوته بشكل أكبر وتمكن بفضل هذا النصر من بسط سيطرته على آسيا الصغرى والتخلص من سيطرة البيزنطيين على تلك المناطق.
“العلاقات السياسية بين عثمان بن أرطغرل”
تزوج عثمان بن أرطغرل من زوجة الشيخ “إده بالي”، الذي كان يتقرب منه منذ صغره لينتفع من علمه، وكان زواجه خطوة سياسية موفقة، فقد كان الشيخ قائدً للفرقة البابانية التي شنت الحروب ضد سلاجقة الروم، وقام عثمان بتوطيد علاقاته السياسية مع جيرانه، فجمع بين العادات التركية، والتقاليد الإسلامية، والبيزنطية بما يتناسب مع تطلعات إمارته، وتعاون مع قادة الروم، الأمر الذي وطد العلاقة بين المسلمين، والروم، أما علاقته مع المغول فقد كانت عدائية، كما تحالف مع الآخية الفتيان الذين كانوا يتبعون الشريعة الإسلامية في أمور حياتهم، وتحالف أيضًا مع القبائل التركمانية في الأناضول.
فتح قلاع “بيله جك” “ويار حصار” و”إينه كول”
بعد فتوحات عثمان بن أرطغرل، ولا سيما غاراته على قلعتي “كوينوك” و”ينيجه طاراقلي”، اشتُهِرَ بنوايا صاحبي قلعتي “بيليه جك” و”يار حصار” بالقضاء عليه. لذا، قام بتدبير المكائد العسكرية لاقتحام القلعتين وفتحهما، ثم سعى إلى حصار “إينه كول” لمنع أي تحالف ضده، وتمكن أيضًا من فتحها.
في النهاية، يعتبر عثمان بن أرطغرل المؤسس الفعلي للسلالة العثمانية، إذ توالت على الدولة العثمانية خمس وثلاثون سلطانًا من أبنائه، حتى سقوطها في عام 1918م بسبب هزيمتها في الحرب العالمية الأولى.
